فصل: الآية (18)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **


-  قوله تعالى‏:‏ فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلا منهم فاعفوا عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين

- أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله ‏{‏فبما نقضهم ميثاقهم‏}‏ قال‏:‏ هو ميثاق أخذه الله على اهل التوراة فنقضوه‏.‏

وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله ‏{‏فبما نقضهم‏}‏ يقول‏:‏ فبنقضهم‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله ‏{‏فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم‏}‏ قال‏:‏ اجتنبوا نقض الميثاق، فإن الله قدم فيه وأوعد فيه، وذكره في آي من القرآن تقدمة ونصيحة وحجة، وإنما بعظم عظمها الله به عند أولي الفهم والعقل وأهل العلم بالله، وانا مانعلم الله أوعد في ذنب ما أوعد في نقض الميثاق‏.‏

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله ‏{‏يحرفون الكلم عن مواضعه‏}‏ يعني حدود الله في التوراة يقول‏:‏ ان أمركم محمد بما أنتم عليه فاقبلوه، وإن خالفكم فاحذروا‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ‏{‏ونسوا حظا مما ذكروا به‏}‏ قال‏:‏ نسوا الكتاب‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله ‏{‏ونسوا حظا مما ذكروا به‏}‏ قال‏:‏ نسوا الكتاب‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله ‏{‏ونسوا حظا مما ذكروا به‏}‏ قال‏:‏ كتاب الله إذا نزل عليهم‏.‏

وأخرج ابن جرير عن السدي في قوله ‏{‏ونسوا حظا‏}‏ تركوا نصيبا‏.‏

وأخرج ابن جرير عن الحسن في قوله ‏{‏ونسوا حظا مما ذكروا به‏}‏ قال‏:‏ عرى دينهم ولطائف الله التي لا يقبل الأعمال إلا بها‏.‏ وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في الآية قال‏:‏ نسوا كتاب الله بين أظهرهم، وعهده الذي عهده إليهم، وأمره الذي أمرهم به، وضيعوا فرائضه، وعطلوا حدوده، وقتلوا رسله، ونبذوا كتابه‏.‏

وأخرج ابن المبارك وأحمد في الزهد عن ابن مسعود قال‏:‏ أني لأحسب الرجل ينسى العلم كان يعلمه بالخطيئة يعملها‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله ‏{‏ولاتزال تطلع على خائنة منهم‏}‏ قال‏:‏ هم يهود مثل الذي هموا به من النبي صلى الله عليه وسلم يوم دخل عليهم حائطهم‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله ‏{‏ولاتزال تطلع على خائنة منهم‏}‏ يقول‏:‏ على خيانة وكذب وفجور‏.‏ وفي قوله ‏{‏فاعف عنهم واصفح‏}‏ قال‏:‏ لم يؤمر يومئذ بقتالهم، فأمرهم الله ان يعفو عنهم ويصفح، ثم نسخ ذلك في براءة فقال ‏{‏قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولاباليوم الآخر‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ ‏(‏التوبة الآية 29‏)‏ الآية‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة وسوف ينبئهم الله بما كانوا يصنعون

- أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله ‏{‏ومن الذين قالوا إنا نصارى‏}‏ قال‏:‏ كانوا بقرية يقال لها ناصرة، كان عيسى بن مريم ينزلها‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله ‏{‏ومن الذين قالوا إنا نصارى‏}‏ قال‏:‏ كانوا بقرية يقال لها ناصرة نزلها عيسى، وهو اسم تسموا به ولم يؤمروا به‏.‏

وفي قوله ‏{‏ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به‏}‏ قال‏:‏ نسوا كتاب الله بين أظهرهم، وعهد الله الذي عهد لهم، وامر الله الذي أمر به وضيعوا فرائضه ‏{‏فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة‏}‏ قال‏:‏ باعمالهم أعمال السوء، ولو أخذ القوم بكتاب الله وأمره ماتفرقوا وماتباغضوا‏.‏

وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر عن إبراهيم في قوله ‏{‏فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة‏}‏ قال‏:‏ أغرى بعضهم بعضا بالخصومات والجدال في الدين‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن إبراهيم في الآية قال‏:‏ ما أرى الإغراء في هذه الآية إلا الأهواء المختلفة‏.‏

وأخرج ابن جرير عن الربيع قال‏:‏ ان الله تقدم إلى بني إسرائيل ان لا يشتروا بآيات الله ثمنا قليلا، ويعلموا الحكمة ولا يأخذوا عليها أجرا، فلم يفعل ذلك إلا قليل منهم، فأخذوا الرشوة في الحكم وجاوزوا الحدود، فقال في اليهود حيث حكموا بغير ما أمر الله ‏{‏وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة‏}‏ ‏(‏المائدة الآية 64‏)‏ وقال في النصارى ‏{‏فنسوا حظا حظا مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة‏}‏‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفوا عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين* يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم*لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا ولله ملك السموات والأرض وما بينهما يخلق مايشاء والله على كل شيء قدير

- أخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال‏:‏ لما أخبر الاعور سمويل بن صوريا الذي صدق النبي صلى الله عليه وسلم على الرجم أنه في كتابهم، وقال‏:‏ لكنا نخفيه، فنزلت ‏{‏ياأهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب‏}‏ وهو شاب أبيض طويل من اهل فدك‏.‏

وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله ‏{‏ياأهل الكتاب قد جاءكم رسولنا‏}‏ قال‏:‏ هو محمد صلى الله عليه وسلم ‏{‏يبين لكم كثيرا‏}‏ يقول‏:‏ يبين لكم محمد رسولنا كثيرا مما كنتم تكتمونه الناس‏:‏ ولا تبينونه لهم مما في كتابكم، وكان مما يخفونه من كتابهم فبينه رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس‏:‏ رجم الزانيين المحصنين‏.‏

وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال‏:‏ ان نبي الله صلى الله عليه وسلم أتاه اليهود يسألونه عن الرجم، فقال‏:‏ أيكم أعلم‏؟‏ فأشاروا إلى ابن صوريا، فناشده بالذي أنزل التوراة على موسى، والذي رفع الطور بالمواثيق التي أخذت عليهم، هل تجدون الرجم في كتابكم‏؟‏ فقال‏:‏ إنه لما كثر فينا جلدنا مائة وحلقنا الرؤوس فحكم عليهم بالرجم، فأنزل الله ‏{‏ياأهل الكتاب‏}‏ إلى قوله ‏{‏صراط مستقيم‏}‏‏.‏

وأخرج ابن الضريس والنسائي وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس قال‏:‏ من كفر بالرجم فقد كفر بالقرآن من حيث لا يحتسب‏.‏ قال تعالى ‏{‏ياأهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب‏}‏ قال‏:‏ فكان الرجم مما أخفوا‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله ‏{‏ويعفو عن كثير‏}‏ من ذنوب القوم جاء محمد باقالة منها وتجاوز ان اتبعوه‏.‏

وأخرج ابن جرير عن السدي في قوله ‏{‏يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام‏}‏ قال‏:‏ سبيل الله الذي شرعه لعباده، ودعاهم إليه، وابتعث به رسله، وهو الإسلام الذي لا يقبل من أحد عمل إلا به، لا اليهودية، ولا النصرانية، ولا المجوسية‏.‏ والله تعالى أعلم‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ولله ملك السموات والأرض وما بينهما وإليه المصير

- أخرج ابن إسحق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال ‏"‏أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن أبي، وبحري بن عمرو وشاس بن عدي، فكلمهم وكلموه ودعاهم إلى الله وحذرهم نقمته، فقالوا‏:‏ ماتخوفنا يا محمد، نحن والله أبناء الله وأحباؤه كقول النصارى، فأنزل الله فيهم ‏{‏وقالت اليهود والنصارى‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ إلى آخر الآية‏"‏ والله تعالى أعلم‏.‏

قوله تعالى‏:‏ ‏{‏قل فلم يعذبكم‏}‏ الآية

أخرج أحمد عن أنس قال ‏"‏مر النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه وصبي في الطريق، فلما رأت أمه القوم خشيت على ولدها أن يوطأ، فأقبلت تسعى وتقول‏:‏ ابني ابني‏.‏‏.‏‏.‏فأخذته فقال القوم‏:‏ يا رسول الله، ماكانت هذه لتلقي ابنها في النار‏!‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ لا والله ولا يلقى حبيبه في النار‏"‏‏.‏

وأخرج أحمد في الزهد عن الحسن‏.‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏والله لا يعذب الله حبيبه، ولكن يبتليه في الدنيا‏"‏‏.‏

أخرج ابن جرير عن السدي في قوله ‏{‏يغفر لم يشاء ويعذب من يشاء‏}‏ يقول‏:‏ يهدي منكم من يشاء في الدنيا فيغفر له، ويميت من يشاء منكم على كفره فيعذبه‏.‏